محب أهل السنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك أيها الزائر(ة) الكريم(ة) في المنتدى الإسلامي
"محب اهل السنة"
يشرفنا ان تتسجل في المنتدى ان لم تكن مسجل


قم بزيارة لصفحتنا على الفيسبوك باضغط هنا
محب أهل السنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك أيها الزائر(ة) الكريم(ة) في المنتدى الإسلامي
"محب اهل السنة"
يشرفنا ان تتسجل في المنتدى ان لم تكن مسجل


قم بزيارة لصفحتنا على الفيسبوك باضغط هنا
محب أهل السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محب أهل السنة

انشر الخير بقدر المستطاع واحتسب الاجر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحة محبي اهل السنة
المواضيع الأكثر شعبية
موعظة قصيرة عن الموت
سبب نزول قوله تعلى ( { ‏وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما‏}
كلمات انشودة قلي لماذا لا تصلي
مثل الجنة التي وعد المتقون
انشودة رااااااااائعة عن امنا عائشة رضي الله عنها
قصيده لعمري كم حويت الناس قلبا
الظلم ..ظلمات يوم القيامة
التداوي بالقران ..
أخــــــــي !!
كيف نرقي اطفالنا بطريقه صحيحه
المواضيع الأخيرة
» أحكام النون الساكنة والتنوين
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 04, 2017 8:35 pm من طرف محب اهل السنة

» عندما يموت الحنان خطبة مُبكية ومؤثره للشيخ إبراهيم الدويش بعد وفاة والدته رحمها الله
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2017 8:35 pm من طرف محب اهل السنة

» ضوابط جواز غيبة الفاسق
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 06, 2015 12:36 am من طرف محب اهل السنة

» هل مجاملة الشخص من يكرههم في حديثه من النفاق؟
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 06, 2015 12:35 am من طرف محب اهل السنة

» كليب لبيك - موسى العميرة أبو علي
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 06, 2015 12:34 am من طرف محب اهل السنة

» صفحة؛ مجموعة؛ منتدى :محبي أهل السنة
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالسبت أغسطس 22, 2015 12:31 pm من طرف محب اهل السنة

» كيف ترون المحكمة؟
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالجمعة أغسطس 21, 2015 12:14 am من طرف محب اهل السنة

» اليأس
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 11:33 pm من طرف محب اهل السنة

» العجب (على سنتك نعيش)
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 11:30 pm من طرف محب اهل السنة

» الست من شوال
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 11:28 pm من طرف محب اهل السنة

» مطلوب ادمن لصفحة دينية هادفة
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 9:43 pm من طرف محب اهل السنة

» تعريف الرقية
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 12:38 am من طرف محب اهل السنة

» الْقِرَاءَةُ فِي الْمُصْحَفِ أَفْضَلُ مِنْ الْقِرَاءَةِ عَنْ ظَهْرِ الْقَلْبِ
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالخميس أغسطس 13, 2015 7:14 pm من طرف محب اهل السنة

» لا بأس بقول: اللهم آمين، أو آمين يا رب
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالخميس أغسطس 13, 2015 6:42 pm من طرف محب اهل السنة

»  هل دعاء القنوت يكون قبل الركوع أم بعده ؟
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأحد يوليو 05, 2015 6:09 pm من طرف محب اهل السنة

» أعمال العشر الأواخر من رمضان
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأحد يوليو 05, 2015 3:17 pm من طرف محب اهل السنة

» رتبة حديث: يا أحمد! أبغضِ الدنيا وأهلها...
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالجمعة يونيو 26, 2015 3:13 pm من طرف محب اهل السنة

» صدق الله فصدقه الله
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالسبت يونيو 13, 2015 7:13 pm من طرف محب اهل السنة

» كيف نستقبل رمضان؟
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2015 10:49 am من طرف محب اهل السنة

» 30 نصيحة لحفظ القرآن
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالأربعاء يونيو 10, 2015 4:12 pm من طرف محب اهل السنة

اخترنا لكم

إخترنـا لكم


ساهم معنا
ساهم معنا بالاعجاب لصفحة

معنا لنصرة سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (قم بدعوة اصدقائك للاعجاب بهده الصفحة قصد نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالدال على الخير كفاعله) الخير لا يقتصر على الفرائض، بل كل خير يدل عليه المسلم فله مثل أجر الفاعل له وفي مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من دلَّ على خير، فله أجر فاعله. رواه مسلم.
هذه هي الصفحة : اضغط هنا
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 41 بتاريخ الإثنين مايو 21, 2018 9:53 pm
افضل الاعضاء لهذا المنتدى

 

 مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Empty
مُساهمةموضوع: مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله    مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 9:47 pm

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
” يُعِينُ العبدَ على الصبر عدّةُ أشياءَ :
[ أحدها ] : أن يشهدَ أن الله سبحانه وتعالى خالقُ أفعالِ العباد ، حركاتِهم وسَكَناتِهم وإراداتِهم ، فما شاءَ الله كان ،
ومالم يشأ لم يكن ، فلا يتحرك في العالم العُلْوِيّ والسّفليّ ذرَّة إلاّ بإذنه ومشيئتِه ، فالعباد آلة ،
فانظر إلى الذي سَلَّطَهم عليك ،
ولا تَنظُرْ إلى فِعلِهم بكَ ، تَسْتَرِحْ من الهمّ والغَمِّ .
[ الثاني ] : أن يَشْهَد ذُنُوبَه ، وأنّ الله إنما سلَّطهم عليه بذنبه ، كما قال تعالى :
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) } ( سورة الشورى: 30 ) .
فإذا شهد العبدُ أن جميع ما يناله منْ المكروه فسببُه ذنوبُه ،
اشتغلَ بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلَّطهم عليه بسببها ،
عن ذَمِّهم ولَومِهم والوقيعةِ فيهم . وإذا رأيتَ العبدَ يقع في الناس إذا آذَوْه ، ولا يَرجع إلى نفسِه باللوم والاستغفار ،
فاعلمْ أن مصيبتَه مصيبةٌ حقيقية ، وإذا تاب واستغفر وقال : هذا بذنوبي ، صارتْ في حقّهِ نعمةً .
. قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كلمةً من جواهرِ الكلام : لا يَرجُوَنَّ عبدٌ إلاّ ربَّه ، ولا يَخافَنَّ عبدٌ إلاّ ذنبَه .
ورُوِي عنه وعن غيرِه : ما نزلَ بلاءٌ إلاّ بذنبٍ ، ولا رُفِع إلاّ بتوبة .
[ الثالث ] : أن يشهد العبدُ حُسْنَ الثواب الذي وعده الله لمن عَفَا وصَبَر ، كما قال تعالى :
{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) } (سورة الشورى: 40) .
ولمّا كان الناسُ عند مقابلة الأذى ثلاثة أقسام : ظالم يأخذ فوق حقّه ، ومقتصدٌ يأخذ بقدرِ حقِّه ،
ومحسنٌ يعفو ويترك حقَّه ،
ذَكَر الأقسامَ الثلاثة في هذه الآية ، فأولها للمقتصدين ، ووسطها للسابقين ، وآخرها للظالمين .
ويشهد نداءَ المنادي يوم القيامة : “ إلاَ لِيَقُم مَن وَجَب أجرُه على الله ” (1) ، فلا يَقُمْ إلاّ من عفا وأصلح .
وإذا شهِدَ مع ذلك فوتَ الأجر بالانتقام والاستيفاء ، سَهُلَ عليه الصبر والعفو .
[ الرابع ] : أن يشهد أنه إذا عَفا وأحسنَ أورثَه ذلك من سلامةِ القلب لإخوانه ، ونَقائِه من الغِشّ والغِلّ وطلبِ الانتقام
وإرادةِ الشرّ، وحصَلَ له من حلاوة العفو ما يزيد لذّتَه ومنفعتَه عاجلاً وآجلاً ، على المنفعة الحاصلة له بالانتقام
أضعافًا مضاعفةً ويدخل في قوله تعالى : { والله يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ (134) } (سورة آل عمران: 134) ،
فيصير محبوبًا لله، ويصير حالُه حالَ من أُخِذَ منه درهمٌ فعُوضَ عليه ألوفًا من الدنانير ،
فحينئذٍ يَفرحُ بما منَّ الله عليه أعظمَ فرحًا يكون .
[ الخامس ] : أن يعلم أنه ما انتقم أحد قَطُّ لنفسه إلاّ أورثَه ذلك ذُلاًّ يجده في نفسه ، فإذا عَفا أعزَّه الله تعالى ،
وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق حيث يقول : “ما زاد الله عبدًا بعَفْوٍ إلاّ عزًّا ” (2) .
فالعزّ الحاصل له بالعفو أحبّ إليه وأنفع له من الَعزّ الحاصل له بالانتقام ، فإنّ هذا عِزٌّ في الظاهر ،
وهو يُورِث في الباطن ذُلاً ّ، والعفوُ ذُلٌّ في الباطن ، وهو يورث العزَّ باطنًا وظاهرًا .
[ السادس ] – وهي من أعظم الفوائد – : أن يَشهدَ أن الجزاء من جنس العمل ، وأنه نفسه ظالمٌ مذنب ،
وأنّ من عَفا عن الناس عَفَا الله عنه ، ومن غَفَر لهم غَفَر الله له .
فإذا شَهِدَ أن عفوه عنهم وصفحَه وإحسانَه مع إساءتِهم إليه سببٌ لأن يجزيه الله كذلك من جنس
عمله، فيعفو عنه ويصفح ، ويُحسِن إليه على ذنوبه ،
ويَسْهُل عليه عفوُه وصبرُه ، ويكفي العاقلَ هذه الفائدةُ .
[ السابع ] : أن يَعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسُه بالانتقام وطلب المقابلة ضاعَ عليه زمانُه ، وتفرَّقَ عليه قلبُه ،
وفاتَه من مصالحِه مالا يُمَكِن استدراكُهُ ، ولعلّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالتْه من جهتهم ،
فإذا عفا وصَفحَ فَرغَ قلبُه وجسمُه لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام .
[ الثامن ] : أن انتقامَه واستيفاءَه وانتصارَه لنفسِه ، ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقمَ لنفسِه قَطُّ ،
فإذا كان هذا خيرَ خلق الله وأكرمَهم على الله لم يَنتقِمْ لنفسِه ، مع أن أَذَاه أَذَى الله ، ويتعلّقُ به حقوق الدين ،
ونفسه أشرف الأنفُس وأزكاها وأبرُّها ، وأبعدُها من كلّ خُلُقٍ مذمومٍ ، وأحقُّها بكل خُلُقٍ جميلٍ ،
ومع هذا فلم يكن يَنتقِم لها ،
فكيف يَنتقِمُ أحدنا لنفسِه التي هو أعلم بها وبما فيها من الشرور والعيوب ،
بل الرجل العارف لا تُساوِي نفسُه عنده أن ينتقم لها ، ولا قدرَ لها عنده يُوجِبُ عليه انتصارَه لها .
[ التاسع ] : إن أُوذِيَ على ما فعلَه لله ، أو على ما أُمِرَ به من طاعتِه ونُهِي عنه من معصيتِه ، وجبَ عليه الصبرُ ،
ولم يكن له الانتقام ، فإنّه قد أوذِي في الله فأجرُه على الله .
ولهذا لمّا كان المجاهدون في سبيل الله ذهبتْ دماؤهم
وأموالُهم في الله لم تكن مضمونةً ، فإن الله اشترى منهم أنفسهم وأموالهم ، فالثمن على الله لا على الخلق ،
فمن طلبَ الثمنَ منهم لم يكن له على الله ثمنٌ ، فإنه من كان في الله تَلَفُه كان على الله خَلَفُه ،
وإن كان قد أُوذِي على مصيبة فليَرجعْ باللومِ على نفسِه ، ويكون في لَومِه لها شُغْلٌ عن لَومِه لمن آذاه ،
وإن كان قد أُوذِي على حظّ فليُوطِّن نفسَه على الصبر ، فإنّ نيلَ الحُظوظِ دونَه أمرٌ أَمَرُّ من الصَّبر ،
فمن لم يصبر على حرِّ الهَوَاجر والأمطارِ والثلوج ومشقةِ الأسفارِ ولصوصِ الطريقِ ، وإلاّ فلا حاجةَ له في المتاجر .
وهذا أمر معلوم عند الناس أنّ مَن صدَقَ في طلب شيء من الأشياء بُدِّل من الصبر في تحصيله بقدر صدقِه في طلبِه .
[ العاشر ] : أن يَشهدَ معيَّهَ الله معه إذا صَبَر ، ومحبَّهَ الله له إذا صَبَر ، ورِضاه .
ومن كان الله معه دَفَع عنه أنواعَ الأذى
والمضرَّات مالا يَدفعُه عنه أحدٌ من خلقِه ، قال تعالى : { وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) } (سورة الأنفال: 46)
، وقال تعالى : { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) } (سورة آل عمران: 146) .
[ الحادي عشر ] : أن يَشهد أن الصبرَ نِصفُ الإيمان ، فلا يبدّل من إيمانه جَزاءً في نُصرةِ نفسِه ،
فإذا صَبَر فقد أَحرزَ إيمانَه ، وصانَه من النقص ، والله يدفع عن الذين آمنوا .
[ الثاني عشر ] : أن يشهد أنّ صبرَه حكمٌ منه على نفسِه ، وقَهرٌ لها وغَلَبةٌ لها ، فمتَى كانتِ النفسُ مقهورةً معَه مغلوبةً ،
لم تطمعْ في استرقاقِه وأَسْرِه وإلقائِه في المهالك ، ومتى كان مطيعًا لها سامعًا منها مقهورًا معها ، لم تزَلْ به حتَّى تُهلِكَه ،
أو تتداركَه رحمةٌ من ربِّه .
فلو لم يكن في الصبر إلاّ قَهرُه لنفسِه ولشيطانِه ، فحينئذٍ يَظهرُ سلطانُ القلبِ ، وتَثبُتُ جنودُه ،
ويَفرَحُ ويَقوَى ، ويَطْرُد العدوَّ عنه .
[ الثالث عشر ] : أن يعلم أنه إن صبرَ فاللهُ ناصرُه ولابُدَّ ، فاللهُ وكيلُ من صَبر ، وأحالَ ظالمَه على الله ،
ومن انتصَر لنفسِه وكلَهُ اللهُ إلى نفسِه ، فكان هو الناصر لها .
فأينَ مَن ناصرُه اللهُ خيرُ الناصرين إلى مَن ناصِرُه نفسُه
أعجز الناصرين وأضعفُه؟
[ الرابع عشر ] : أن صَبْرَه على من آذاه واحتمالَه له يُوجِبُ رجوعَ خَصْمِه عن ظُلمِه ، ونَدامتَه واعتذارَه ،
ولومَ الناسِ له ،
فيعودُ بعد إيذائِه له مستحييًا منه نادمًا على ما فعلَه ، بل يَصيرُ مواليًا له .
وهذا معنى قوله تعالى :
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) }
(سورة فصلت: 34-35) .
[ الخامس عشر ] : ربّما كان انتقامُه ومقابلتُه سببًا لزيادة شرِّ خصمِه ، وقوّةِ نفسِه ،
وفكرته في أنواع الأذى التي يُوصِلُها إليه ، كما هو المشاهَد .
فإذا صبر وعفا أَمِنَ من هذا الضرر ،
والعاقلُ لا يختارُ أعظمَ الضررين بدَفْعِ أدناهما . وكم قد جلبَ الانتقامُ والمقابلةُ من شرٍّ عَجَزَ صاحبُه عن دفعِه ،
وكم قد ذهبتْ نفوس ورِئاسَات وأموال لَو عفا المظلومُ لبقيتْ عليه .
[ السادس عشر ] : أنّ من اعتادَ الانتقام ولم يَصبِرْ لابُدَّ أن يقعَ في الظلم ، فإنّ النفس لا تَقتصِرُ على قدرِ العَدْل
الواجب لها ، لا علمًا ولا إرادةً ، وربما عجزت عن الاقتصار على قدرِ الحقَّ ، فإنّ الغضبَ يَخرُجُ بصاحبه إلى
حدٍّ لا يَعقِلُ ما يقول ويفعل ، فبينما هو مظلوم يَنتظِرُ النَّصْرَ وَالعِز ، إذ انقلبَ ظالمًا يَنتظِرُ المقتَ والعقوبةَ .
[ السابع عشر ] : أنّ هذه المَظْلَمةَ التي ظُلِمَها هي سبب إمّا لتكفيرِ سيئتِه ، أو رَفْعِ درجتِه ، فإذا انتقمَ ولم يَصبِرْ لم تكنْ
مُكفِّرةً لسيئتِه ولا رافعةً لدرجتِه .
[ الثامن عشر ] : أنّ عفوَه وصبرَه من أكبر الجُنْدِ له على خَصْمِه ، فإنّ من صَبَر وعفا كان صبرُه وعفوه مُوجِبًا لذُل
عدوِّه وخوفِه وخَشيتِه منه ومن الناس ، فإنّ الناس لا يسكتون عن خصمِه ، وإن سَكتَ هو ، فإذا انتقمَ زالَ ذلك كلُّه .
ولهذا تَجِدُ كثيرًا من الناس إذا شَتَم غيرَه أو آذاه يُحِبُّ أن يَستوفيَ منه ، فإذا قابله استراحَ وألقَى عنه ثِقلاً كان يجده .
[ التاسع عشر ] : أنه إذا عفا عن خصمِه استشعرتْ نفسُ خصمِه أنه فوقَه ، وأنه قد رَبِحَ عليه ،
فلا يزال يرى نفسَه دونَه ،
وكفى بهذا فضلاً وشرفًا للعفو .
[ العشرون ] : أنه إذا عفا وصَفَحَ كانت هذه حسنةً ، فتُوَلِّدُ له حسنةً أخرى ، وتلك الأخرى تُولِّدُ له أخرى ، وهَلُمَّ جَرًّا ،
فلا تزال حسناتُه في مزيد ، فإنّ من ثواب الحسنةِ الحسنة ، كما أنّ من عقاب السيئةِ السيئة بعدها .
وربَّما كان هذا سببًا لنجاتِه وسعادتِه الأبدية ، فإذَا انتقم وانتصرَ زال ذلك ” انتهى
جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية [ 1/ 168 - 174 ]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب اهل السنة
مدير المنتدى
مدير المنتدى
محب اهل السنة


الدولة : المغرب
عدد المساهمات : 1202
عدد النقط المحصل عليها : 83902
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الموقع : fb.com/MhbynAhlAlsnt

مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله    مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله  Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 11:57 pm

جزاكِ الله خيرا واعاننا الله واياكِ على الصبر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mbarekmbarek.yoo7.com
 
مما يعين العبد على الصبر ,, ابن تيميه رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من اقوال الامام ابن القيم رحمه الله
»  قصه مؤثره جدا جدا جدا عن الصبر والرضا بقضاء الله فى برنامج السهم للداعيه الاسلامى مظهر شاهين
» قول ذو معنى(( ابن القيم -رحمه الله- :))
» فضل الصدقه - ابن القيم رحمه الله
» من بستان الشيخ الالباني رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محب أهل السنة :: القسم العام-
انتقل الى: