محب أهل السنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك أيها الزائر(ة) الكريم(ة) في المنتدى الإسلامي
"محب اهل السنة"
يشرفنا ان تتسجل في المنتدى ان لم تكن مسجل


قم بزيارة لصفحتنا على الفيسبوك باضغط هنا
محب أهل السنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك أيها الزائر(ة) الكريم(ة) في المنتدى الإسلامي
"محب اهل السنة"
يشرفنا ان تتسجل في المنتدى ان لم تكن مسجل


قم بزيارة لصفحتنا على الفيسبوك باضغط هنا
محب أهل السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محب أهل السنة

انشر الخير بقدر المستطاع واحتسب الاجر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحة محبي اهل السنة
المواضيع الأكثر شعبية
موعظة قصيرة عن الموت
سبب نزول قوله تعلى ( { ‏وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما‏}
كلمات انشودة قلي لماذا لا تصلي
مثل الجنة التي وعد المتقون
انشودة رااااااااائعة عن امنا عائشة رضي الله عنها
الظلم ..ظلمات يوم القيامة
قصيده لعمري كم حويت الناس قلبا
التداوي بالقران ..
أخــــــــي !!
كيف نرقي اطفالنا بطريقه صحيحه
المواضيع الأخيرة
» أحكام النون الساكنة والتنوين
سوء الظن  Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 04, 2017 8:35 pm من طرف محب اهل السنة

» عندما يموت الحنان خطبة مُبكية ومؤثره للشيخ إبراهيم الدويش بعد وفاة والدته رحمها الله
سوء الظن  Icon_minitimeالأربعاء يناير 04, 2017 8:35 pm من طرف محب اهل السنة

» ضوابط جواز غيبة الفاسق
سوء الظن  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 06, 2015 12:36 am من طرف محب اهل السنة

» هل مجاملة الشخص من يكرههم في حديثه من النفاق؟
سوء الظن  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 06, 2015 12:35 am من طرف محب اهل السنة

» كليب لبيك - موسى العميرة أبو علي
سوء الظن  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 06, 2015 12:34 am من طرف محب اهل السنة

» صفحة؛ مجموعة؛ منتدى :محبي أهل السنة
سوء الظن  Icon_minitimeالسبت أغسطس 22, 2015 12:31 pm من طرف محب اهل السنة

» كيف ترون المحكمة؟
سوء الظن  Icon_minitimeالجمعة أغسطس 21, 2015 12:14 am من طرف محب اهل السنة

» اليأس
سوء الظن  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 11:33 pm من طرف محب اهل السنة

» العجب (على سنتك نعيش)
سوء الظن  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 11:30 pm من طرف محب اهل السنة

» الست من شوال
سوء الظن  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 11:28 pm من طرف محب اهل السنة

» مطلوب ادمن لصفحة دينية هادفة
سوء الظن  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 9:43 pm من طرف محب اهل السنة

» تعريف الرقية
سوء الظن  Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2015 12:38 am من طرف محب اهل السنة

» الْقِرَاءَةُ فِي الْمُصْحَفِ أَفْضَلُ مِنْ الْقِرَاءَةِ عَنْ ظَهْرِ الْقَلْبِ
سوء الظن  Icon_minitimeالخميس أغسطس 13, 2015 7:14 pm من طرف محب اهل السنة

» لا بأس بقول: اللهم آمين، أو آمين يا رب
سوء الظن  Icon_minitimeالخميس أغسطس 13, 2015 6:42 pm من طرف محب اهل السنة

»  هل دعاء القنوت يكون قبل الركوع أم بعده ؟
سوء الظن  Icon_minitimeالأحد يوليو 05, 2015 6:09 pm من طرف محب اهل السنة

» أعمال العشر الأواخر من رمضان
سوء الظن  Icon_minitimeالأحد يوليو 05, 2015 3:17 pm من طرف محب اهل السنة

» رتبة حديث: يا أحمد! أبغضِ الدنيا وأهلها...
سوء الظن  Icon_minitimeالجمعة يونيو 26, 2015 3:13 pm من طرف محب اهل السنة

» صدق الله فصدقه الله
سوء الظن  Icon_minitimeالسبت يونيو 13, 2015 7:13 pm من طرف محب اهل السنة

» كيف نستقبل رمضان؟
سوء الظن  Icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2015 10:49 am من طرف محب اهل السنة

» 30 نصيحة لحفظ القرآن
سوء الظن  Icon_minitimeالأربعاء يونيو 10, 2015 4:12 pm من طرف محب اهل السنة

اخترنا لكم

إخترنـا لكم


ساهم معنا
ساهم معنا بالاعجاب لصفحة

معنا لنصرة سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (قم بدعوة اصدقائك للاعجاب بهده الصفحة قصد نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالدال على الخير كفاعله) الخير لا يقتصر على الفرائض، بل كل خير يدل عليه المسلم فله مثل أجر الفاعل له وفي مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من دلَّ على خير، فله أجر فاعله. رواه مسلم.
هذه هي الصفحة : اضغط هنا
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 41 بتاريخ الإثنين مايو 21, 2018 9:53 pm
افضل الاعضاء لهذا المنتدى

 

 سوء الظن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب اهل السنة
مدير المنتدى
مدير المنتدى
محب اهل السنة


الدولة : المغرب
عدد المساهمات : 1202
عدد النقط المحصل عليها : 82582
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الموقع : fb.com/MhbynAhlAlsnt

سوء الظن  Empty
مُساهمةموضوع: سوء الظن    سوء الظن  Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2014 5:44 pm

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:

فهَوِّنْ عليك - أيها الأخ الكريم - فيما تشعر به مِن الابتلاء الذي يُمتحن به المؤمنُ في الدنيا؛ قال - جل وعلا -: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]، وقال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]، وقال سبحانه:﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31].
 
فغيِّر نظرتك لما أنت فيه مِن ابتلاءٍ، وانظُرْ إليه على أنه يقع بتقدير الله - جل وعلا - لحِكَمٍ جليلةٍ، فيبتلي الله العبد ليُمَحِّصه من الذنوب؛ قال تعالى مبينًا هذه الحقيقة الجامعة:﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 179]، وذكَر - جل وعلا - أنه لا بد أن يَميز الخبيث مِن الطيب، وأن يبتلي العباد لتظهر معادنهم ظهور العيان، وإن كان الله - جل وعلا - يعلم الشيء قبل أن يكون، وبعد أن يكون، فهو العليم الحكيم الذي وسع علمه كلَّ شيءٍ.
 
واعلمْ أنَّ ما أصابك مِن شَرٍّ ففي طياته الخيرُ الكثير، وإن كان محزنًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقد وصف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حالَ المؤمن بهذا فقال: ((عجَبًا لأمر المؤمن؛ إنَّ أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك إلا للمؤمن؛ إنْ أصابته سراء شكَر، فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاء صبر، فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم؛ فمَن رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السخط))؛ رواه الترمذي.

وروى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن يُرد الله به خيرًا يصب منه))؛ أي: يبتليه بالمصائب؛ ليطهرَه مِن الذنوب في الدنيا، فيلقى الله تعالى نقيًّا.

فانظرْ - رعاك الله - إلى الابتلاء، إنه منحةٌ مِن الله - جل وعلا - يمنحها لك؛ لأنَّ فيه الخيرَ الكثير، وكل ما يقربك إلى الله فهو خيرٌ، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يصيب المسلم من نصبٍ - أي: من تعب - ولا وصبٍ - أي: مرضٍ - ولا هَمٍّ، ولا حزنٍ، ولا أذًى، ولا غَم، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه))؛ متفقٌ عليه.
 
قال شيخُ الإسلام ابن القيِّم في "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" (2/ 175- 176):
"ومن رحمته: أن نَغَّصَ عليهم الدنيا وكدرها؛ لئلا يسكنوا إليها، ولا يطمئنوا إليها، ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم، وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم.
 
ومن رحمته بهم أن حذَّرهم نفسه؛ لئلا يغتروا به، فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].
 
قال غيرُ واحدٍ من السلَف: مِن رأفته بالعباد حذرهم نفسه؛ لئلا يغتروا به...، وإن ابتلاء المؤمن كالدواء له؛ يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته، أو نقصت ثوابه، وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به لتمام الأجر، وعلو المنزلة، ومعلومٌ أنَّ وجود هذا خيرٌ للمؤمن من عدمه؛ كما قال النبيُّ - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم -: ((والذي نفسي بيده، لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيرًا له، لا يقضي الله للمؤمن إلا كان خيرًا له، وليس ذلك إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له)).
 
فهذا الابتلاء والامتحانُ مِن تمام نصره وعزه وعافيته؛ ولهذا كان أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأقرب إليهم، فالأقرب، يُبْتَلى المرءُ حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلابةٌ، شدَّد عليه البلاء، وإن كان في دينه رقةٌ، خفَّف عنه، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على وجه الأرض، وليس عليه خطيئةٌ.
 
الأصل السابع: أنَّ ما يُصيب المؤمن في هذه الدار من إدالة عدوه عليه، وغلبته له، وأذاه له في بعض الأحيان - أمرٌ لازمٌ لا بد منه، وهو كالحر الشديد، والبرد الشديد، والأمراض، والهموم، والغموم، فهذا أمرٌ لازمٌ للطبيعة والنشأة الإنسانية في هذه الدار، حتى للأطفال والبهائم؛ لما اقتضتْه حكمة أحكم الحاكمين، فلو تجرد الخير في هذا العالم عن الشر، والنفع عن الضر، واللذة عن الألم، لكان ذلك عالمًا غير هذا، ونشأةً أخرى غير هذه النشأة، وكانت تفوت الحكمة التي مزج لأجلها بين الخير والشر، والألم واللذة، والنافع والضار، وإنما يكون تخليص هذا من هذا، وتمييزه في دارٍ أخرى غير هذه الدار؛ كما قال تعالى: ﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأنفال: 37] "... إلى آخر ما قال، فراجعْه كله؛ فإنه هام جدًّا.
 
وقال - رحمه الله - في "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة" (1/ 299- 301): "وإذا تأملتَ حكمته - سبحانه - فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجل الغايات، وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسرٍ من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عبورهم إلى الجنة إلا عليه، وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المنهج في حقهم... فصورته صورة ابتلاءٍ وامتحانٍ، وباطنه فيه الرحمة والنعمة؛ فكم لله من نعمةٍ جسيمةٍ، ومنةٍ عظيمةٍ تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان! فتأملْ حال أبينا آدم وما آلتْ إليه محنته من الاصطفاء والاجتباء، والتوبة والهداية ورفعة المنزلة، ولولا تلك المحنةُ التي جرتْ عليه - وهي إخراجه من الجنة وتوابع ذلك - لما وصل إلى ما وصل إليه؛ فكم بين حالته الأولى وحالته الثانية في نهايته، وتأملْ حال أبينا الثاني نوحٍ وما آلتْ إليه محنته وصبره على قومه تلك القرون كلها حتى أقرَّ الله عينه، وأغرق أهل الأرض بدعوته، وجعل العالم بعده من ذريته، وجعله خامس خمسةٍ وهم أولو العزم الذين هم أفضل الرسل، وأمر رسوله ونبيه محمدًا أن يصبر كصبره، وأثنى عليه بالشكر؛ فقال: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، فوصفه بكمال الصبر والشكر، ثم تأمل حال أبينا الثالث إبراهيم إمام الحنفاء وشيخ الأنبياء وعمود العالم وخليل رب العالمين مِن بني آدم، وتأمل ما آلتْ إليه محنته وصبره، وبذله نفسه لله، وتأمَّلْ كيف آل به بذله لله نفسه، ونصره دينه إلى أن اتخذه الله خليلًا لنفسه، وأمر رسوله وخليله محمدًا أن يتبعَ ملته.
 
وأُنَبِّهك إلى خصلةٍ واحدةٍ مما أكرمه الله به في محنته بذبح ولده؛ فإنَّ الله - تبارك وتعالى - جازاه على تسليمه ولده لأمر الله بأن بارك في نسْله، وكثَّرَه حتى ملأ السهل والجبل؛ فإن الله - تبارك وتعالى - لا يتكرم عليه أحدٌ، وهو أكرم الأكرمين، فمَن ترك لوجهه أمرًا، أو فعله لوجهه، بذل الله له أضعاف ما تركه مِن ذلك الأمر أضعافًا مضاعفةً، وجازاه بأضعاف ما فعله لأجله أضعافًا مضاعفةً، فلما أمر إبراهيم بذبح ولده فبادر لأمر الله، ووافق عليه الولد أباه رضاءً منهما وتسليمًا، وعلم الله منهما الصدق والوفاء، فَدَاه بذبحٍ عَظيمٍ، وأعطاهما ما أعطاهما من فَضله، وكان مِن بعض عطاياه أن بَارك في ذريتهما حَتى ملؤوا الأرض؛ فإن المَقصود بالوَلَد إنما هو التناسُل، وتكثير الذرية؛ ولهذا قال إبراهيم: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [إبراهيم: 40]، فغايةُ ما كان يحذر ويخشى مِن ذبح ولده انقطاع نسله، فلما بذل ولده لله، وبذل الولد نفسه، ضاعف الله له النسل، وبارك فيه، وكثر حتى ملؤوا الدنيا، وجعل النبوة والكتاب في ذريته خاصة، وأخرج منهم محمدًا، وقد ذكر أن داود - عليه السلام - أراد أن يعلمَ عدد بني إسرائيل، فأمر بإحضارهم، وبعث لذلك نقباء وعرفاء، وأمرهم أن يرفعوا إليه ما بلغ عددهم، فمكثوا مدة لا يقدرون على ذلك، فأوحى الله إلى داود: أن قد علمت أني وعدت أباك إبراهيم لما أمرته بذبح ولده فبادر إلى طاعة أمري أن أبارك له في ذريته حتى يصيروا في عدد النجوم، وأجعلهم بحيث لا يحصى عددهم، وقد أردتُ أن يحصى عددٌ قدرت أنه لا يحصى، وذكر باقي الحديث، فجعل من نسله هاتين الأمتين العظيمتين اللتين لا يحصى عددهم الا الله خالقهم ورازقهم، وهم بنو إسرائيل، وبنو إسماعيل، هذا سوى ما أكرمه الله به من رفع الذكر والثناء الجميل على ألسنة جميع الأمم، وفي السموات بين الملائكة؛ فهذا مِن بعض ثمرة معاملته؛ فتبًّا لمن عرفه، ثم عامل غيره، ما أخسر صفقته! وما أعظم حسرته!
 
ثم تأمَّلْ حال الكليم موسى - عليه السلام - وما آلتْ إليه محنته وفتونه مِن أول ولادته إلى منتهى أمره، حتى كلمه الله تكليمًا، وقرَّبه منه، وكتب له التوراة بيدِه، ورفعه إلى أعلى السموات، واحتمل له ما لا يحتمل لغيره؛ فإنه رمى الألواح على الأرض حتى تكسرت، وأخذ بلحية نبي الله هارون، وجره إليه، ولطم وجه ملك الموت ففقأ عينه، وخاصم ربه ليلة الإسراء في شأن رسول الله، وربه يحبه على ذلك كله، ولا سقط شيء منه من عينه، ولا سقطت منزلته عنده، بل هو الوجيه عند الله القريب، ولولا ما تقدم له من السوابق، وتحمل الشدائد والمِحَن العظام في الله، ومقاساة الأمر الشديد بين فرعون وقومه، ثم بني إسرائيل وما آذوه به، وما صبر عليهم لله، لم يكن ذلك.
 
ثم تأمل حال المسيح وصبره على قومه، واحتماله في الله، وما تحمله منهم، حتى رفعه الله إليه، وطهَّره من الذين كفروا، وانتقم من أعدائه، وقطعهم في الأرض، ومزقهم كل ممزقٍ، وسلبهم ملكهم وفخرهم إلى آخر الدهر.
 
فإذا جئت إلى النبي، وتأملت سيرته مع قومه، وصبره في الله، واحتماله ما لم يحتمله نبي قبله، وتلون الأحوال عليه؛ من سلمٍ وخوف، وغنًى وفقرٍ، وأمنٍ وإقامة في وطنه، وظعنٍ عنه وتركه لله، وقتل أحبابه وأوليائه بين يديه، وأذى الكفار له بسائر أنواع الأذى؛ من القول، والفعل، والسحر، والكذب، والافتراء عليه، والبهتان، وهو مع ذلك كله صابرٌ على أمر الله؛ يدعو إلى الله، فلم يؤذَ نبي ما أوذي، ولم يحتمل في الله ما احتمله، ولم يعط نبي ما أعطيه، فرفع الله له ذكره، وقرن اسمه باسمه، وجعله سيدًا للناس كلهم، وجعله أقرب الخلق إليه وسيلةً، وأعظمهم عنده جاهًا، وأسمعهم عنده شفاعةً، وكانت تلك المِحَن والابتلاء عين كرامته، وهي مما زاده الله بها شرَفًا وفضلًا، وساقه بها إلى أعلى المقامات، وهذا حال ورثته من بعده؛ الأمثل فالأمثل، كل له نصيبٌ من المحنة يسوقه الله به إلى كماله؛ بحسب متابعته له، ومن لا نصيب له من ذلك، فحظه من الدنيا حظُّ من خلق لها، وخلقت له، وجعل خلاقه ونصيبه فيها؛ فهو يأكل منها رغدًا، ويتمتع فيها حتى يناله نصيبه من الكتاب، يمتحن أولياء الله وهو في دعةٍ، وخفض عيشٍ، ويخافون وهو آمنٌ، ويحزنون وهو في أهله مسرورٌ، له شأنٌ، ولهم شأنٌ، وهو في وادٍ، وهم في وادٍ، همه ما يقيم به جاهه، ويسلم به ماله، وتسمع به كلمته، لزم من ذلك ما لزم، ورضي من رضي، وسخط من سخط، وهمهم إقامة دين الله، وإعلاء كلمته، وإعزاز أوليائه، وأن تكون الدعوة له وحده، فيكون هو وحده المعبود لا غيره، ورسوله المطاع لا سواه، فلله - سبحانه - من الحكم في ابتلائه أنبياءه ورسله، وعباده المؤمنين ما تتقاصر عقول العالمين عن معرفته، وهل وصل من وصل إلى المقامات المحمودة، والنهايات الفاضلة إلا على جِسر المحنةِ والابتلاء.
 
كذا المعالي إذا ما رُمتَ تُدْرِكُها سوء الظن  Space
فاعْبُرْ إليها على جِسْرٍ مِنَ التَّعَبِ" سوء الظن  Space
اهـ. بتصرف يسير.
 
فاصبرْ على الأذى، وارضَ بما قسمه الله لك، ولا تلتفتْ لكلام الناس


وفقكم الله لكل خيرٍ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mbarekmbarek.yoo7.com
 
سوء الظن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التوكل وحسن الظن بالله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محب أهل السنة :: قسم الخطب والمحاضرات-
انتقل الى: